قطر في عيون الرَّحالة والأثريين

ثم تتبعت الدراسة تاريخ كلمة «قطر» في المصادر اليونانية والرومانية والمسيحية، ثم العربية، سواء قبل الإسلام أو بعده. وذلك للتأكيد على شهرة هذا الاسم بين الأمم منذ حقب تاريخية موغلة في القدم، وأنه ليس مرتبطًا بشخصيات ظهرت في القرن السادس الميلادي كما طرح البعض على نحو لا يخلو من السطحية.
وكذلك تناولت الدراسة دلالات المصطلح من الناحيتين اللغوية والتاريخية، وبعض المصطلحات أو الأسماء الأخرى التي استخدمت للإشارة إلى هذه الرقعة الجغرافية التي نتحدث عنها، والتي تقع ضمن إطار الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية، وخصوصًا مصطلح «البحرين» الذي يشير إلى الساحل الشرقي كاملًا، أي المساحة الممتدة من حدود البصرة وحتى عُمان.

وتطرَّقت الدراسة في الفصل الثاني إلى الحقب التاريخية التي مرت بها قطر منذ 5000 عام قبل الميلاد، وعلاقتها بالحضارات الموجودة آنذاك، على غرار الحضارات الرومانية والآشورية والعبيدية، وعلاقتها بالوركاء وسلالة لجش وبلاد الرافدين والهند والكيشيين.
ثم شرعت الدراسة بعد ذلك في الحديث عن العلاقة مع ساكني شبه الجزيرة العربية منذ عصور ما قبل الميلاد، وطبيعة الأوضاع السياسية آنذاك، والوضع الديني كذلك حتى عصر الإسلام، ودخول قطر في الإسلام، وكيف أضحت قاعدة حربية لإمداد الجيش الإسلامي ونواة لقوته البحرية وكيف أسهمت بقوة في حركة الفتوحات الإسلامية. ثم تناولت الدراسة حقبة الخلافة الأموية، ثم العباسية، وما شهدته هاتان الحقبتان من حركات سياسية، ودور قطر فيها، فضلًا عن مكانتها الاقتصادية داخل دولة الخلافة.


أما الفصل الثالث من هذه الدراسة فخصص لمناقشة القدرات الاقتصادية التي تمتعت بها قطر، سواء في المجال الزراعي، أو الثروة الحيوانية، أو مجال التجارة، ثم مجال الصناعة وتطورها، وصولًا إلى الطرق التجارية، وكيف توفرت لقطر شبكة من الطرق، خصوصًا البحرية، مكَّنتها من التواصل التجاري مع جميع الأسواق الرائجة آنذاك، سواء في المنطقة العربية أو الهند والصين وإفريقيا.