رئيس قسم النشر الأكاديمي والدوريات العلمية بدار جامعة حمد بن خليفة للنشر تنشر بحثًا عن الأثر الهائل لأزمة فيروس كورونا على جودة الهواء

Head of Journals and Academic Publishing at HBKU Press Publishes Research Highlighting Positive Environmental Impact of COVID-19

: نشرت الدكتورة ريما جمال إسعيفان، رئيس قسم النشر الأكاديمي والدوريات العلمية بدار جامعة حمد بن خليفة للنشر مؤخرًا أحد أوائل المقالات البحثية التي تتناول الأثر البيئي لفيروس كورونا (كوفيد-19)

وعن أهمية البحث، قالت د. ريما: "إنّ دراسة الآثار المختلفة المترتبة على هذا الوباء الشامل على مجتمعاتنا وعلى البيئة في غاية الأهمية لكونها توفر لنا معلومات عن أضراره الفادحة التي تكبدها بنو البشر."

وتتناول المقالة التي نُشرت باللغة الإنجليزية في المجلة العالمية للعلوم والإدارة البيئية تحت عنوان "الأثر الهائل لأزمة فيروس كورونا على جودة الهواء: هل يُنقذ الفيروس الحياة بقدر ما قَتل؟" دراسة حالة تقارن جودة الهواء في البيئة قبل الأزمة وبعد اندلاعها.

وعلى الرغم من الآثار السلبية التي دفعت منظمة الصحة العالمية إلى إعلان وباء كورونا (كوفيد-19) جائحة صحية عامة ذات أثر عالمي، لم تتعد نسبة الوفاة من جراء الإصابة به 3.4% على مستوى العالم منذ 11 مارس 2020 وحتى تاريخ نشر هذه المقالة. ومن ناحية أخرى، كان تلوث الهواء المحيط يساهم بنسبة 7.6% من إجمالي الوفيات حول العالم منذ سنة 2016.

ويتناول البحث أزمة فيروس كورونا منذ بداية ظهورها في الصين التي اضطرت بعد الارتفاع الملحوظ لمؤشر الحالات إلى وقف أنشطتها الصناعية في محاولةٍ منها لاحتواء انتشار العدوى، ما أدى إلى هبوط انبعاثات أكسيد النيتروجين والكربون بنسبة 30 و25 بالمائة على التوالي بحسب صور الأقمار الصناعيه من ناسا.

تقارن هذه الدراسة الحقائق ذات الصلة بالخصائص السكانية للوفيات المقسمة حسب الجنس والعمر والحالة الصحية قبل الإصابة وبعدها. واتضح تأثر معدلات الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد (المستخرجة من تقارير الحالة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بدايةً من تاريخ 11 مارس 2020) بعاملين أساسيين هما: العُمر والحالة الصحية. وأوضحت النتائج ارتباط 75% من الوفيات بحالات كانت لديها أمراض موجودة بالفعل لدى معظم الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 عامًا.

ثم قورنت النتائج بمتوسط الوفيات اليومية الناجمة عن انخفاض جودة الهواء التي وصلت إلى 3287 حالة وفاة نتيجة ارتفاع معدلات انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين (NO2) والأوزون (O3) والمادة الهبائية (PM). ثم قورنت حالة جودة الهواء قبل الأزمة بحالتها حاليًا. وأوضح البحث الذي قدمته د. ريما بصفة أساسية احتمال تسبب الوقف الإجباري للأنشطة الصناعية والبشرية فعليًا في إنقاذ حياة البشر من خلال الحد من تلوث الهواء بمعدل أكبر من الحد من انتشار العدوى.

واستطردت د. ريما: "في غمار الكفاح العالمي ضد هذه الأزمة، تركزت الأبحاث بصفة رئيسية على تأثير فيروس كورونا من الناحية الطبية والاقتصادية. غير أن التراجع الكبير لمعدلات تلوث الهواء نتيجة ظاهرة فيروس كورونا يبشرنا بأنه إذا ما تواجد البشر في بيئات أفضل من حيث جودة الهواء، فإنهم سيصبحون أقل عرضةً للإصابة بالأمراض الرئوية والقلبية الوعائية. وفي حال انتشار وباء شامل على مستوى العالم مثل هذا الوباء الحالي، سيقل عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب الأعراض الناجمة عن المشكلات الصحية المرتبطة بالتلوث. ومع ذلك، يبقى السؤال مطروحا للتقييم فيما إذا أنقذ فيروس كورونا أعدادا من البشر بقدر ما قتل...!

وتابعت: "يطرح البحث الذي أقدمه رؤيةً تمهيدية فحسب، ولكن من المتوقع تحديثه كلما تزايدت أعداد الوفيات بفيروس كورونا. ثم حينما تنقضي هذه الأزمة، سيظل عدد من التساؤلات قائمًا: هل كانت الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا تتجاوز الوفيات الناجمة عن التلوث؟ وهل بإمكاننا تحديد عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا، والمرتبطة في الوقت ذاته بمضاعفات ناتجة عن حالات صحية قائمة بالفعل بسبب ملوثات الهواء؟ وهل لو كنا نحن كمجتمع استثمرنا المزيد من تدابير السلامة بشأن ملوثات الهواء، لكنا قلصنا الأثر الفادح للفيروس الذي نحن بصدده؟ كل هذه التساؤلات لها أهمية كبيرة يجب علينا النظر فيها وبحثها مع تطور الأوضاع."

جدير بالذكر أن د. ريما جمال إسعيفان حصلت على درجة الدكتوراه في الهندسة الكيميائية من جامعة أوتاوا بكندا في عام 2014. وشغلت منصب رئيس قسم النشر الأكاديمي والدوريات في دار جامعة حمد بن خليفة للنشر منذ عام 2019. ويركز بحثها الحالي على خصائص ملوثات الهواء، وتوزيع مصادرها وتقدير الأثر الصحي والعبء المرضي الناتج عن تلوث الهواء على المدى الطويل والقصير.

وعلاوةً على دورها الأساسي كرئيس لقسم النشر الأكاديمي والدوريات في الدار، تباشر د. ريما عضويتها التعاونية في هيئة التدريس بكلية العلوم والهندسة في جامعة حمد بن خليفة، وعضويتها بفريق العمل المعني بالصحة البيئية لدى وزارة الصحة العامة في دولة قطر.

لقراءة المقالة كاملةً، تفضّلوا بالاطّلاع على الصفحة التالية: https://www.gjesm.net/article_38731_ce934b1ecce169c8cc224000a14518f8.pdf