دار جامعة حمد بن خليفة للنشر تتعاون مع الفنانين المحليين والعالميين في قطاع النشر
تواصل دار جامعة حمد بن خليفة للنشر التزامها بشراكة فنانين قطريين محليين وعرب وعالميين لإبداع الرسومات لكتب الأطفال وتصميم الأغلفة لمختاراتها الواسعة من الكتب، حيث تفتح الدار أبواب التعاون على مصراعيها مع الفنانين من كل مكان، وتوفر لهم منصةً لنشر أعمالهم، وتتيح لهم فرص إبراز طاقاتهم الإبداعية في إطار محلي وعالمي
وبهذا الخصوص، يقول زياد أبوارشيد، أخصائي الإنتاج والتقنية الرقمية في دار جامعة حمد بن خليفة للنشر: "إننا في بحث دائم عن الفنانين والرسامين والمصممين الذين يمكننا التعاون معهم لإضفاء مزيد من الحيوية على محتوى كتبنا، والتي يتناول العديد منها قيمًا وموضوعات نابعة من الثقافات العالمية، وكذلك الخليجية والشرق أوسطية. وسواء أكان العمل الفني الذي يقدمونه تصميمًا للأغلفة أم رسومات إبداعية، فإننا من خلال مشاركة العديد من الفنانين باستخدام مختلَف الوسائط، نضمن أن تُعبّر الصور عن محتوى كتبنا أمام الجماهير والمحافل العالمية. فالتنوع في التصميم والأسلوب يعزز من مكانة مؤسستنا كدار نشر عالمية."
وتعزيزًا لما سبق، فإنه من الضروري أن نلاحظ بأن اقتحام عالم النشر يتسم في بعض الأحيان بالبساطة لدرجة تصل إلى مجرد الحضور البارز على شبكة الإنترنت، أو إطلاع أحد الناشرين على سجل أعمالك، أو أن يزكيك أحد الكُتّاب ممن هم على علاقة بك. وذلك ما تستعرضه السطور التالية بمزيد من التفصيل:
اجعل حضورك على شبكة الإنترنت بارزًا: تتفقد دار جامعة حمد بن خليفة للنشر بانتظام سجلات الرسامين ومنصات التواصل الاجتماعي سعيًا منها لاكتشاف المواهب الجديدة والنابغة بالفطرة لأولئك الذين لديهم القدرة على تصميم الرسومات لكتب الأطفال الجاري نشرها. فإذا كان لديك سجل خاص بأعمالك، فإن أقصر الطرق المفتوحة أمامك للحضور بشكل بارز على شبكة الإنترنت يتمثل في التواجد على إحدى منصات التواصل الاجتماعي المجانية مثل إنستجرام أو فيسبوك. وإذا توافرت لديك إمكانية الاستثمار ماديًا في هذا المَسلك، فأمامك العديد من المنصات التي تحتوي على أسماء الرسامين والتي يمكنك أن تدفع لها رسومًا شهرية أو سنوية مقابل إدراج اسمك بها. ورُبما يُتاح لك إنشاء موقعك الإلكتروني، وعليه تنشر كل ما تود نشره عنك، بما في ذلك مقتطفات من أعمالك، وصفحة التواصل معك.
فإذا سلكت هذا الاتجاه، عليك التأكد من تضمين كلمات تعريفية، وذلك للظهور ضمن نتائج البحث وزيادة فرص اكتشافك.
ومن أبرز الأمثلة على ذلك، الرسامة إينا أوجاندو التي كان لحضورها على شبكة الإنترنت الأثر الأقوى في تكوين علاقة دائمة بينها وبين دار جامعة حمد بن خليفة للنشر على مدار السنوات الثلاث الماضية. فقد كان للفنانة الأوكرانية حساب شخصي على إحدى المنصات الشائعة للرسامين، ووُضع حسابها ذلك في حُسبان القائمين على الإعداد لنشر عمل مرتقب.
وتوضح إينا أوجاندو ذلك بقولها: "في الواقع، تواصلت دار جامعة حمد بن خليفة للنشر معي بعد قيامي بإنشاء سجلي الشخصي على موقع إلكتروني مشهور للرسامين بأيام قلائل."
ويُذكر أن أحد أكبر أسباب فوز كتاب A Recipe for Home بجائزة اليعسوب البنفسجي لعام 2018 عن أكثر من فئة هو رسوماتها المبتكرة.
وتضيف: "لقد أحببت القصة لأنها اتسمت بالتنوع على نحو إبداعي ملائم لعقلية الأطفال، وسعدت جدًا بتولي مهمة أداء هذا العمل. وأشعر بالفخر لأنني ساهمت في نجاحه. ومنذ ذلك الحين، توطدت علاقتي بدار جامعة حمد بن خليفة للنشر. والفضل في ذلك يرجع إلى حضوري على شبكة الإنترنت."
ومن ثم لا بد أن يكون للرسامين وغيرهم من الفنانين حضور بارز على شبكة الإنترنت، فتلك وسيلة رائعة يمكنك استخدامها للترويج لعملك وتكوين العلاقات."
فكّر بشكل استباقي: من المعروف دائمًا أنك إن تركت نفسك للظروف، فلن تضمن أن يكتشفك أحدهم. فتقديم سجل أعمالك ليطّلع عليه الناشرون يعتبر من الحيل الاستباقية لشق طريقك في مهنة رسم الكتب. وكما ينبغي على الكاتب تقديم حزمة متكاملة لعمله، كذلك الحال بالنسبة للرسام. ولكي تكتمل حزمتك المُقدمة، يجب أن تتضمن سيرة ذاتية موجزة توضح بالتفصيل أي تدريب رسمي اجتزته، أو تعكس شغفك بالفن، إلى جانب عيّنات متنوعة من أعمالك.
من الممكن ألا تصادف في بعض الأحيان لحظة اهتمام الناشرين بالأمر للتو لمجرد أنهم لا يتوافر بين أيديهم محتوىً يناسب أسلوبك. لكن المؤكد في الأمر أن فرص ترشحك للوظائف والمشاريع تزداد مع كل سجل أعمال ترسله بشكل استباقي. لذلك لا تأل جهدًا في مراسلة أكبر قدر ممكن من الناشرين لأن الإصرار هو مفتاحك للوصول. قد تقابَل بالرفض عشرات المرات، ولكن تذكر أن الأمر لا يحتاج سوى ناشر واحد يُعجَب بعملك حتى تضع قدمك على الطريق.
تعاوَن مع أحد الكُتّاب: بصفتك رسامًا للكتب، فمن الأمور الأساسية كذلك أن تكون على صلة مباشرة بالكُتّاب كوسيلة لدخول عالم النشر. فبعض الفنانين المشهورين يُعرَفون بتعاونهم مع كُتاب معيّنين، ومنهم على سبيل المثال الرسام كوينتن بليك الذي طبع بصمته في عالم أدب الأطفال عن طريق رسوماته ذات النمط التخطيطي التي ميّزت الأعمال التي تعاون فيها مع روالد دال.
وقد شقّت مُدرسة الرسم ريم العسكري المقيمة في دولة قطر طريقها كرسامة لكتب الأطفال منذ عشرين سنة. وقد صممت الرسومات لأكثر من 40 كتابًا، جاء معظمها نتيجة تزكية اسمها للمشاريع من جانب أحد الكُتاب مباشرةً.
ويُذكر أن ريم العسكري في العمل المرتقب الذي تتعاون فيه مع دار جامعة حمد بن خليفة للنشر قد تمت تزكية اسمها أمام دار النشر من قِبل الكاتبة لينا العلي لتصميم الرسومات لكتابها المنتظر "حبة اليراوة".
وتعلق ريم العسكري على هذا الأمر قائلةً: "لقد منحني تكوين العلاقات مع الكُتاب فرصًا رائعةً للعمل في عدد من الكتب المتصدرة للمبيعات والحائزة على الجوائز. وبعض هذه العلاقات يستمر في ما بعد، والبعض الآخر يقتصر على كتاب واحد فحسب."
وتستطرد قائلةً: "لقد طُلِب مني بناءً على تزكية لينا تصميم الرسومات التوضيحية لعملي الأول مع دار جامعة حمد بن خليفة للنشر. إن هذه العلاقات تفتح بحق المغاليق أمام الرسامين، وتمنحهم فرصًا لم تكن سانحةً من قبل. ولا عجب في أنني أخطط للتعاون مرة أخرى مع لينا ودار جامعة حمد بن خليفة للنشر على وجه الخصوص؛ وذلك يرجع إلى أن التعامل معهم كان يتسم بالتعاون المثمر والجاد بيننا. وآمل في أن يكون ذلك العمل مجرد بداية لعلاقة عمل طويلة الأجل مع كليهما."
ويُعقب زياد أبوارشيد: "تحتفظ دار جامعة حمد بن خليفة للنشر بكل سجلات الفنانين، سواءً تلك التي أُرسِلت إلينا أم التي بحثنا عنها، في ملفات لدينا لأننا لا ندري مطلقًا كيف ومتى تسنح الفرصة للتعاون المثمر. فكل ما يشغلنا هو أن يكون أسلوب الفنان مكملًا لنص الكاتب. لذلك فإنه حتى وإن لم يكن لدينا مشروع حاليًا، فإننا لا نعلم متى نتلقى مشروعنا القادم الذي سنحتاج أن نوفّق له ما يناسبه مما لدينا من سجلات."