"كيوساينس" المنصة الأكاديمية لدار جامعة حمد بن خليفة للنشر تنشر بحثًا عن الآثار السلبية لوصمة المرض العقلي

HBKU Press’s QScience Publishes Research on the Negative Effects of Mental Health Stigma in Qatar

نشرت مؤخرًا دار جامعة حمد بن خليفة للنشر على منصتها الأكاديمية كيوساينس مقالة بحثية عن الآثار السلبية لوصمة الأمراض العقلية في قطر ومدى إعاقتها لأولئك الذين يعانون منه عن طلب المساعدة والعلاج

ويعتبر موقع كيوساينس الإلكتروني الذي تم تدشينه في سبتمبر 2011، منصة نشر إلكترونية خاضعة لمراجعة مُحكمين متخصصين، توفر منظومة بحثية تعاونية متميزة للباحثين والأكاديميين من دولة قطر وسائر أنحاء العالم. ويتّبع موقع كيوساينس أسلوب النشر بنظام الوصول الحر، ويستضيف دوريات علمية بحثية ووقائع مؤتمرات وكتب إلكترونية بهدف نشر المعرفة والوعي بالموضوعات العلمية والاجتماعية والسياسية والصحية، مع الامتثال للمعايير الدولية للنشر.

وتعليقًا على هذا الموضوع، قالت الدكتورة ريما جمال إسعيفان، رئيس قسم النشر الأكاديمي والدوريات العلمية في دار جامعة حمد بن خليفة للنشر: "يؤثر نشر هذا النوع من المقالات تأثيرًا كبيرًا على مستوى نشر البحوث التي تتطرق لقضايا لم يسلط عليها ما يكفي من الضوء سواء على المستوى المحلي أو العالمي. وإننا نسعى جاهدين لكي نرتقي بدورية'كيوساينس كونكت'إلى مصاف الدوريات العالمية المضطلعة بالأبحاث ذات المواضيع المؤثرة والسليمة من الناحيتين العلمية والأخلاقية، لتكون في متناول أكبر قاعدة ممكنة من الجمهور دون قيود أو شروط."

وقد أعد مقالة "الوصمة المحيطة بالاضطرابات العقلية في قطر: دراسة نوعية" باحثون من جامعة كالجاري في قطر وجامعة نيو برونزويك في فريدريكتون وهم بريدجيت ستيرلينج وجيسون هيكي وحنين عمر وفاهي كيهيايان، وقد أرادوا لهذه الدراسة الاستقصائية أن تدرس أحد الموضوعات الشائكة التي كانت تعد سابقًا من المحظورات، ولم تُطرح للنقاش بحرية وموضوعية في المنطقة بشكل مسهب.

وحول هذه النقطة، يصرّح الدكتور جيسون هيكي، الأستاذ المشارك في التمريض بجامعة نيو برونزويك في فريدريكتون: "لقد حظي موضوع وصمة الأمراض العقلية في دول الغرب على الاهتمام وأجريت عليه دراسات مكثفة، غير أنه لم يتلق سوى قدرًا ضئيلاً من الاهتمام البحثي في منطقة الشرق الأوسط. وتهدف الرغبة في الاهتمام بهذا الموضوع بالتحديد إلى تعزيز جهود وزارة الصحة العامة الرامية إلى تقديم مستوى عالمي من الرعاية لمن يعانون من هذا النوع من الأمراض في دولة قطر."

يستند هذا البحث إلى مقابلات مكثفة أُجريت مع العديد من المرضى الخارجيين المترددين على عيادات الصحة العقلية وتم البحث خلالها عن عدة موضوعات ومنها نظرة المجتمع للمصابين بأمراض عقلية، وتجربة تلقي تشخيص للمرض العقلي، وتأثير الأمراض العقلية والوصمة الملحقة بها على الحياة اليومية للمريض.  

ووفقًا للتقرير، يتلقى 36.6% من البالغين الرعاية الصحية لدى مراكز الرعاية الصحية الأولية في قطر وتنطبق عليهم المعايير التشخيصية لواحد على الأقل من الأمراض العقلية. وكان أكثر أعراض الاضطرابات المشخصة شيوعًا بينهم هو الاكتئاب بنسبة 13.5%، يليه اضطرابات القلق المرضي بنسبة 10.3%، غير أنّ العديد منهم لم يتلقوا العلاج اللازم للسيطرة على المرض العقلي بسبب الوصمة الملصقة بهذا الأمر. كما أظهرت الدراسة في العديد من الحالات أن الأثر المدمر لتلك الوصمة يكاد يعادل أثر المرض ذاته، بل ويحول بصفة جوهرية دون تلقي المصابين للعلاج.

وتبرز المقالة الفارق بين الوصمات الضمنية والصريحة، مصرّحةً بأنّ الوصمات المخفية تأتي في صورة تعليقات أو ملاحظات سلبية حول سلوك الشخص المصاب بالمرض العقلي، بينما تكون الوصمة الصريحة على هيئة تعليقات يُصرح بها مباشرةً حول المرض العقلي للشخص.

وتتناول المقالة أيضًا كيفية تجنب وصمة المرض العقلي وقد تجاوب العديد من المشاركين مع الدراسة بالقول ببساطة إنهم لا يكشفون عن أي معلومات تخص مرضهم أمام الآخرين. غير أنّ عدم تصريح أحدهم بمرضه العقلي يمكن أن يشكل حائلاً دون تلقي العلاج نظرًا لأنّ الدعم الاجتماعي من الآخرين الذين على دراية واستعداد للتعاون قد يعزز السلامة العقلية. وتكشف المقالة عن مدى قابلية المرضى النفسيين المتمتعين بدعم اجتماعي قوي للامتثال للعلاج بشكل أكبر.

وأثبتت الدراسة في خاتمتها بأنّ الضغوط المتراكمة نتيجة الوصمة واستراتيجية عدم التصريح بصحة الفرد العقلية عادةً ما تؤدي إلى حالة من الانعزال والسلوك المعادي للمجتمع، ما قد يفاقم فيما بعد من الأعراض ويعوق عملية السعي للعلاج.  

ويأمل الباحثون أن تعين هذه الدراسة صنّاع القرار والتربويين وموفري الخدمات على تطوير آلية مناسبة للتعامل مع وصمة المرض العقلي. ويشجعون على وضع منهج شمولي للموضوع، يقترح مزيدًا من التوعية بأسباب مشكلات الصحة العقلية بحيث تتضمن وجهة نظر طبية.

من هذا المنطلق، يقول د. هيكي: "يهمني أن تضع دولة قطر في المستقبل برامج تساعد المرضى العقليين على اكتشاف الموارد المخصصة لهم لتحقيق أهدافهم، وتعزيز نقاط القوة والمطواعية لديهم، علمًا بأن ما يحتاجون إليه بشكل أكبر مما سواه هو الحصول على فرصة للمساهمة الفعالة على صعيد العائلة والمجتمع."

يمكن الاطلاع على هذه المقالة عبر موقع كيوساينس الإلكتروني  إلى جانب آلاف الدوريات الأكاديمية ووقائع المؤتمرات والكتب الأخرى المتاحة مجانًا للجميع.