دار جامعة حمد بن خليفة للنشر تدعو قُراءها للاستعانة بمجموعة من الكتب المقترحة لشهر رمضان

ومن هذا المنطلق، يقول السيد بشار شبارو، المدير التنفيذي لدار جامعة حمد بن خليفة للنشر: "تسعى دار جامعة حمد بن خليفة للنشر جاهدةً لتقديم أعمال متنوعة، وذلك بالتزامن مع مواصلة الدار نموها وتوسعها، حيث تُصدر كتبًا توفر المعلومات والقيم الفكرية المفيدة للقارئ، وقد أولينا في شهر رمضان الفضيل، عناية خاصة للكتب التي تُثري الفكر، وتُدعم تحقيق الغاية المرجوة من الشهر المبارك في التأمل وتطوير الذات". 

ومن المعروف أن شهر رمضان من الشهور التي يجتهد الناس فيها لتحصيل العلم النافع، وبخاصة العلم الذي ينمي الجوانب الروحية والإيمانية والدينية، ويشهد تاريخ الحضارات الإنسانية في مختلف العصور بالإسهامات الكبرى للعلماء المسلمين في شتى المجالات، ولعل أبرز هؤلاء العلماء ابن سينا، والغزالي، وابن رشد، وابن خلدون، وغيرهم الكثير ممن خطّوا بأيديهم مخطوطات وكُتب أرست دعائم العلم الحديث، ويشهد الاهتمام بمعرفة الحضارة الإسلامية وتاريخها تزايدًا ملحوظًا في شتى أنحاء العالم، وقد أصدرت دار جامعة حمد بن خليفة للنشر سلسلة من الكتب التي تهدف إلى تقديم عدد من أبرز إسهامات علماء المسلمين لغير الناطقين بالعربية، ومن ضمن هذه السلسلة كتاب "الحضارة الإسلامية العظيمة في التفسير القرآني" لمحمد الطاهر بن عاشور، والذي يقدم لقراء العالم وللمرة الأولى باللغة الإنجليزية ترجمةً لأحد أهم المراجع عن الحضارة الإسلامية، حيث تمثل مقدمته التي تحمل عنوان مقدمة ابن عاشور، جسرًا يربط بين المدارس القديمة والحديثة في تفسير القرآن الكريم على مر العصور.      

و 

يعتبر شهر رمضان فرصة مثالية لاستحضار الأذهان والتخطيط المستنير القائم على ترتيب الأفكار والبصيرة، ومن ثم يدعو كتاب "التفكير بالسيناريو: كيف تخطط لمستقبلك؟" للباحث ياسر عيد، القُراء لانتهاج استراتيجيات أكثر مرونة وقابلية للتعديل تجاه مستقبلهم، فمن خلال التخطيط بأسلوب السيناريو، يتمكن القارئ من تطبيق ممارسات فكرية نقدية على حياته الشخصية والمهنية، ومن ثم تطوير أداة فعالة يمكن لصُناع القرارات وأصحاب المصالح والقادة والمديرين والباحثين تطويعها في مجال التخطيط والتبصر، وقد استغل هذا الكتاب الحدث الجلل غير المسبوق الذي شهده العالم مؤخرًا؛ ألا وهو جائحة كوفيد 19، لتسليط الضوء على مستوى الجاهزية التي واجهت بها دول العالم التبعات الطارئة العديدة للجائحة، ومدى قدرة هذه الدول على مواجهة المخاطر المستقبلية المحتملة، ومن خلال هذا الكتاب، يدرب الكاتب قارئه على وضع استراتيجيات بديلة ورؤى مستقبلية، بشكل يجعله أكثر قدرة على التفكير والتصرف بشكل سليم.

ومن إصدارات الدار أيضا كتاب "السياحة إلى الجنة" الذي يسلط فيه كاتبه الدكتور سمير الشاعر الضوء على أثر تنظيم الأفكار على الحياة اليومية، كما أن نهجه المقترح في إدارة الحوار مع الذات يتمحور حول آثار الضغط والنشاط الذهني في ارتفاع وتيرة الأرق وانعدام النوم الهانئ، ويبني الكاتب أطروحاته على خبراته الشخصية التي تحصل عليها خلال رحلته الدينية والفلسفية التي كان لها عظيم الأثر على تطور أسلوبه في التفكير حتى توصل إلى وسيلته الحالية المتقنة، ومن خلال هذا الأسلوب الذاتي في التفكير الممنهج، استطاع الدكتور سمير الشاعر أن يضع أسلوبًا منهجيًا جديدًا يتمحور حول ذاته، ويقلل النشاط الذهني قبل النوم عن طريق توجيه إيمانه وتفكيره فقط نحو التركيز على الصورة الجمالية للجنة، وهو أسلوب عملي يسهل على القارئ تحقيقه وتطبيقه في حياته ليكون أكثر واقعيةً واتساعًا في الرؤية. ويهدف الكتاب إلى إرشاد أي شخص يعاني من صراعات الحياة الشخصية إلى الاهتمام بتحسين النوم ليلًا من خلال التحليق في سماء الجنة كل ليلة.

وأخيرًا يأتي كتاب " انتعاشة روح: رحلة محفِّزة للعطاء" للكاتبة أسماء الدوسري ليُسلط الضوء على العمل الخيري كظاهرة سامية تجعل من العطاء تجربةً روحيةً موصولة بين المعطي والمتلقي، وتفترض الكاتبة هنا أن العطاء وسيلة لتعزيز القيم الروحية للإنسان من خلال تحليل العمل الخيري وتطوره في القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، كما يتوسع الكتاب ليشمل منظومة القيم التي تُعرّف مفهوم العطاء المقدم من الأفراد والمؤسسات على حد سواء، وتُسلط الضوء على مجال العمل الخيري الذي يتغلغل فيما بعد على نطاق واسع، ليؤثر في السلوك على المستويين الشخصي والاجتماعي، ومن ثم مدى قدرة القيم الروحية على تحسين حياة الأشخاص، ويمكن اعتبار هذا الكتاب إضافة قيّمة إلى قائمة الكتب التي لا غنى للقارئ عنها، لا سيما إن كان شغوفًا بالتعرف على جذور العمل الخيري المستمدة من الدين الإسلامي. كما يوضح الكتاب كيف أن الصدقة والعطاء تجربةً شاملة لها قدرة كبيرة على التأثير في منظومة القيم الروحية على كل الأصعدة وإحداث تغيير إيجابي لدى الجميع.