دار جامعة حمد بن خليفة للنشر تعرض ٤ طُرق للاستفادة من القراءة والكتابة في تحقيق السلام النفسي وشحن الطاقة الإيمانية
خلال شهر رمضان المبارك، تسلِّط دار جامعة حمد بن خليفة للنشر الضوء على أهم الطُّرق التي يمكن من خلالها الاستفادة من أنشطة القراءة والكتابة في استشعار النِّعم الإلهية ورفع الحالة الإيمانية وتوثيق الروابط الشخصية، وهي أشياء صارت صعبة المنال في ظل عدم قدرة الأشخاص الذين يلزمون منازلهم بسبب جائحة فيروس كورونا على المشاركة في الأنشطة الإيمانية الجماعية بصورة طبيعية خلال الشهر الفضيل
وحول هذا الموضوع، يعلِّق عمرو عبد المنعم، المحرِّر في دار جامعة حمد بن خليفة للنشر: "قد تكون هذه هي المرة الأولى -في حياة غالبية أفراد المجتمع- التي لا يمارسون فيها نشاطاتهم المعتادة في الشهر الفضيل، كالاجتماع على الصلاة في المساجد وصلة الأرحام. ولكن ذلك لا يعني بالضرورة عدم مقدرتنا على إعطاء الشهر الفضيل حقه بطرقٍ شتى، واستكشاف طرق بديلة لتجديد الإيمانيات على الرغم من التحديات القائمة حاليًّا".
وأضاف: "من بين الوسائل الناجعة، ممارسة القراءة والكتابة، ونريد من ذلك أن يدرك الناس أنه توجد طُرق عديدة يمكنهم بها تجديد إيمانياتهم وإثراء تجاربهم في رمضان الحالي".
القراءات الإسلامية المتنوعة: من المؤكد أن اختيارك الأول كمُسلِم هو القرآن الكريم. فقراءته تبعث على راحة النفس والسكينة، وبخاصةٍ في حالة العزل والحجر، بعيدًا عن صخب الحياة ومشتتاتها. فهذا الوقت مناسب جدًّا للمسلمين في شتى أنحاء العالم لكي يفهموا عقيدتهم وشريعتهم بتعمق أكثر، ويعززون ثقافتهم الدينية.
أما بالنسبة لغير المسلمين، فنقترح عليهم استغلال هذا الوقت للاطلاع على صورة أوضح حول عقيدة الإسلام على سبيل المثال، أو للقراءة عن أكبر عدد ممكن من الشخصيات التي أثرت في التاريخ الإسلامي والتي أسهمت في المجتمع الإنساني على مر القرون. فثمة عدد من الكتب المُلهمة التي تتناول ابتكارات المسلمين حول العالم في شتى المجالات كالعلم والتقنية والطب والرياضة والفن وغيرها.
مشاركة معلوماتك الجديدة: لا يعني التباعد الاجتماعي أن تنعزل عن أقاربك وأصدقائك. فالتواصل من الأشياء الواجبة على كل شخص. ومن أهم صور التواصل تلك مشاركة المعلومات التي تكتسبها مع غيرك من مُحبي القراءة من خلال تكوين منتدى للقراءة معهم. فلتركز مع أصدقائك على موضوعات تخص الشهر الفضيل، وانظروا إلى كمِّ الحقائق والرؤى الجديدة التي ستتحصلون عليها حول دين الإسلام أو الشخصيات الإسلامية. عليكم التأكد فقط من ربط الموضوعات والأشخاص بناءً على ما ينقلونه لكم من العِلم حول عقيدتكم. ومن المفيد كذلك مناقشة الخطط التي تعينكم على تطبيق ما تتعلمونه من قراءاتكم على واقع حياتكم.
كتابة مدونة يومية لتعديد النِّعم الإلهية: من العادات المحمودة أثناء الصيام كتابة مدونة يومية لتعديد كل ما تلمسه من النِّعم الإلهية وأداء شُكرها. فإذا كان الحَجر المنزلي يسبب لك إحباطًا بدرجة لا تُمكِّنك من التفكر، فحاول أن تغيِّر الأفكار السلبية إلى خواطر إيجابية؛ ففكرةٌ مثل "أنا حبيس المنزل" يمكن أن تكون "أنا آمنٌ في منزلي، وأصدقائي وأقاربي سيكونون بمأمن عندما أبتعد عنهم". وكذلك فكرة "أشعر بالملل الشديد" يمكن أن تكون "لديَّ الآن وقت لإعادة ترتيب أولوياتي الشخصية". وفكرة "أنا جائع، والصيام صعب في المنزل" يمكن أن تكون "كم أنا محظوظ بامتلاك طعام لأُفطر عليه". سيُعينكم تسجيل تلك الخواطر على الرجوع إليها، ومن ثم التعود على النظر إلى الأشياء حولكم بنظرة إيجابية من المرة الأولى، بل يمكنكم جعل هذه العادة وسيلةً لمساعدة الآخرين، كأن تنشروا خواطركم تلك على مدوناتكم أو حسابات التواصل الاجتماعي أو حتى تقديمها للنشر في كتب!
توثيق الروايات الشفهية المتناقلة عبر الأجيال: من الطُّرق الرائعة التي تربط الشخص بعائلته ومُعتقداته، قضاءُ بعض الوقت في الحديث مع من يكبُرونه في السن من الأجداد والأعمام والأخوال أو حتى من الإخوة الكبار ممن يمكننا اكتساب رؤىً جديدة رائعة منهم حول شخصياتهم، ومقارنتها بأنفسنا، ومن ثم تعلُّم الكثير والكثير من تجاربهم، كاسترجاع قيم مهجورة، أو إعطاء المعنى لحياتنا. فلا تبخل ببعض الوقت في الحديث مع شخص ما من جيل مختلف وتدوين ما يرويه لك. فمن يدري، ربما تكون تلك الرواية الشفهية نواةً لرواية عظيمة، أو لكتاب مُلهم للأطفال، أو لكتاب مذكرات مميز يمكن تناقله من جيل إلى جيل.
ويختتم عمرو عبد المنعم حديثه: "لقد مدَّدت دار جامعة حمد بن خليفة للنشر الفترة المفتوحة لتلقي أي أعمال أدبية و/أو فنية مستوحاة من الحياة في العزل حتى 20 مايو 2020، ونأمل أن يتيح ذلك التمديد للأشخاص المجتهدين في شهر رمضان أن يقدموا أعمالهم التي تعكس روح الشهر الفضيل".